عملية تركيب الدعامة للعضو الذكري

عملية تركيب الدعامة للعضو الذكري

عملية تركيب الدعامة للعضو الذكري هي واحدة من أهم العمليات التي باتت محل إقبال شديد بالنسبة للكثير من المرضى الذين يعانون من مشكلة ضعف الانتصاب، وهي المشكلة التي تؤثر على حياتهم الجنسية بصورة كبيرة، وبالضرورة تؤثر على صحتهم النفسية أيضًا إذا ما تُركت دون علاج.

ويحاول الكثير من الرجال اللجوء إلى نصائح الأصدقاء وطرق العلاج الشعبية التي قد تزيد الأمر سوءًا، فالشخص غير المتخصص ربما يعطي النصيحة وهو غير مُدركٍ للمشكلة الموجودة لدى المريض بالفعل، فهل هي ناتجةً أصلًا عن مشكلات نفسية لدى المريض؟ أم أن المريض يعاني من التسرب الوريدي؟ أم غير ذلك من المشكلات التي لا يستطيع تشخيصها ومعرفتها إلا افضل دكتور مسالك بولية في مصر.

ومن خلال السطور القادمة يحدّثنا الدكتور صلاح زيدان -أستاذ جراحة المسالك البولية وأمراض الذكورة والعقم والضعف الجنسي بكلية طب الأزهر- عن أنواع دعامات العضو الذكري، وجميع التفاصيل التي تخص عملية تركيب الدعامة للعضو الذكري.. لذا تابع معنا حتى نهاية المقال.

ما هي دعامات العضو الذكري؟

إن مشكلة الضعف الجنسي أو ضعف الانتصاب هي مشكلة شائعة في نسبة كبيرة بين الرجال، فبعض الدراسات الحديثة تقول إن 64% من الرجال يعانون من مشكلة ضعف الانتصاب، وبعض الدراسات الأخرى تقول إن 40% من الرجال يعانون من هذه المشكلة أيضًا.. وعلى كلٍ فإن هذه النسبة تُعد نسبةً كبيرة إلى حدٍ ما، وهو ما جعل البحث عن عملية تركيب الدعامة للعضو الذكري يزداد كثيرة في الآونة الأخيرة.

وقبل أن نعرف ما هي دعامات العضو الذكري (دعامات ضعف الانتصاب) علينا أولًا أن نعرف ما هي مشكلة ضعف الانتصاب.

ما هو ضعف الانتصاب؟

مشكلة ضعف الانتصاب كما هو واضح من اسمها لها دلالة على وجود مشكلة في الانتصاب، وهذه المشكلة إما أن تكون عدم القدرة على الحصول على الانتصاب لمدة كافية لإتمام العلاقة الجنسية، ووصول طرفي العلاقة الزوجية إلى النشوّة المرجوّة من العلاقة.. أو عدم القدرة على الحصول الانتصاب أصلًا.

إذا ما هو دور دعامات العضو الذكري في هذه المشكلة؟

ما هي أهمية عملية تركيب الدعامة للعضو الذكري؟

بعد أن عرفنا ما هي طبيعة مشكلة ضعف الانتصاب، نحدّثكم الآن عن وظيفة دعامات العضو الذكري، والتي تهدف إلى حصول الرجل على الانتصاب بما يكفي لإتمام العلاقة الجنسية، ووصول الطرفين إلى النشوة، وذلك عن طريق وضع أنواع معينة من الدعامات -سنتعرف عليها فيما يأتي- داخل نسيج العضو الذكري، ليكون منتصبًا في الوقت الذي يرغب فيه الرجل، وبما يتغلب على المشكلات العديدة المُسببة لضعف الانتصاب.

ما هي عملية تركيب الدعامة للعضو الذكري؟

عملية تركيب الدعامة للعضو الذكري هي العملية التي يقوم فيها الطبيب المتخصص بتحديد أنسب نوع من أنواع دعامات الانتصاب لعلاج المشكلة التي يعاني منها المريض، ومن ثم زراعة هذه الدعامة بطريقة معينة داخل أنسجة العضو الذكري، سواءٌ كان ذلك داخل النسيج الكهفي للعضو الذكري أو غير ذلك، وسواءٌ احتاجت العملية إلى زرع جزء آخر من الدعامة في منطقة العانة وكيس الصفن أم لا.. وكل ذلك سنتعرف عليه تباعًا في الفقرات القادمة.

متى نلجأ لـ عملية تركيب الدعامة للعضو الذكري؟

إن طرق علاج ضعف الانتصاب لدى الرجال ليست واحدة، فهي أولًا وأخيرًا تعتمد على التشخيص السليم من جانب الطبيب المتخصص، ومن ثم تحديد طريقة العلاج المناسبة لكل حالة.

وعادة ما تتدرج طرق علاج ضعف الانتصاب على النحو التالي:

علاج ضعف الانتصاب بالأدوية

يحدث الانتصاب عندما يتدفق الدم عبر الأوعية الدموية حتى يصل إلى النسيج الكهفي الموجود داخل القضيب، حتى يمتلأ تمامًا، فيحدث الانتصاب الكامل للقضيب.

ومن المفترض أن يظل الدم متدفقًا داخل النسيج الكهفي حتى انتهاء العلاقة الجنسية وحصول القذف، وفي بعض الأحيان يكون السبب وراء ضعف الانتصاب هو ضعف تدفق الدم في الأوعية الدموية والنسيج الكهفي الموجود في القضيب (والذي له الدور الرئيسي في حصول الانتصاب)، وبالتالي يكون العلاج عن طريق إعطاء بعض الأدوية التي تساهم في زيادة تدفق الدم في القضيب لإعادة الانتصاب إلى وضعه الطبيعي مرة أخرى.

وتحتوي أدوية ضعف الانتصاب على بعض المواد، مثل: سيلدانيفل، وفاردينافيل، وتادالافيل، وأفانافيل.. وبالطبع لا يمكن أن يتناولها المريض إلا تحت إشراف الطبيب المتخصص، وبعض الخضوع للتشخيص السليم الذي يبين أن الحالة قد ينجح معها هذا العلاج الدوائي، ولا يكون المريض مصابًا بأمراض معينة قد تمنع من تناول هذه الأدوية حتى لا يتعرض لأي مضاعفات خطيرة.

علاج ضعف الانتصاب بالحقن

إن الطريقة الثانية -التي تسبق عملية تركيب الدعامة للعضو الذكري- هي الحُقن الموضعية.. وتُستخدم الحقن الموضعية في حالة لم يستجب المريض للعلاج الدوائي الفموي، أو كان هناك تعارض بين هذه الأدوية الفموية والأدوية التي يتناولها المريض، كأدوية القلب والكوليسترول أو غير ذلك من أنواع الأدوية التي يمنع الطبيب المتخصص تناول أي أدوية لعلاج ضعف الانتصاب معها.

ويتم استخدام هذه الحقن عن طريق الحقن الموضعي أسفل القضيب بالطريقة التي يصفها الطبيب المتخصص، وتعطي نتائج فورية تستمر مدة كافية لإتمام العلاقة الجنسية.

عملية تركيب الدعامة للعضو الذكري

هذا هو الحل الأخير الذي يلجأ إليه الأطباء لعلاج الضعف الجنسي أو ضعف الانتصاب، وعادة تكون هي الخيار المثالي إذا كان المريض مصابًا بالتسرب الوريدي.

والتسرب الوريدي يعني أن الدم الذي يتدفق إلى النسيج الكهفي يعود مجددًا إلى مكانه الطبيعي بعد مدة قصيرة للغاية، بما لا يجعل الانتصاب يتم، أو لا يستمر حتى نهاية العلاقة الجنسية، وبذلك لن تصلح معه الطرق الدوائية التي تعتمد على زيادة تدفق الدم في النسيج الكهفي، فمهما تدفق الدم إلى العضو الذكري فإنه سيرجع إلى مكانه مجددًا بسبب مشكلة التسرب الوريدي الموجودة لدى المريض.

تنبيه: هذه المشكلة تحديدًا هي التي تجعل الكثير من الرجال يفقد الأمل في علاج مشكلة ضعف الانتصاب، إذ يذهبون إلى الصيدلية ويشترون أدوية ضعف الانتصاب الشهيرة، وبعد تناولها لا يجدون أي نتائج مثمرة، بل وربما تحدث لهم نتائج عكسية بسبب قلة الخبرة، وعدم استشارة المتخصصين.

وفيما يلي نتعرف على أنواع دعامات العضو الذكري وطريقة إجراء العملية .

ما هي أنواع دعامات العضو الذكري؟

يوضّح الدكتور صلاح زيدان – افضل دكتور مسالك بولية في مصر– أن هناك عدة أنواع لدعامات علاج ضعف الانتصاب.. وذلك بعد التطور العلمي الكبير الذي لحق بهذا المجال.

فقد ظهرت الدعامات شبه الصلبة -أو ما تسمى بالدعامات المرنة أحيانًا-، ومن ثم لحقت بها الدعامات الهايدروليكية، والتي مرّت بتطورات هي الأخرى، فقد ظهرت أولًا الدعامات التي لها ثلاثة أجزاء، ومن ثم ظهرت الدعامات التي تتكون من جزئين فقط لتحل بعض المشكلات التي واجهت الدعامة الهيدروليكية السابقة.

وفيما يلي نتعرف على أهم التفاصيل المتعلقة بهذه الدعامات.

الدعامة المرنة – شبه الصلبة

الدعامة المرنة هي واحدة من أفضل أنواع الدعامات المستخدمة في عملية تركيب الدعامة للعضو الذكري، وهي عبارة عن قضيب معدني له درجة صلابة عالية مغطىً بالسيليكون ومواد أخرى لينة تعطي الشعور الطبيعي للقضيب أثناء ممارسة العلاقة الزوجية، ولا تجعل الزوجة تشعر بأي اختلاف بين إحساس القضيب قبل وبعد عملية تركيب الدعامة للعضو الذكري.

وتستخدم ككضيبين يتم زراعتهما داخل النسيج الكهفي أثناء عملية تركيب الدعامة للعضو الذكري، ويمكن بسطهما قبل العلاقة الزوجية عن طريق الإمساك بالعضو الذكري ورفعه للأعلى للحصول على انتصاب كامل من بداية العلاقة الجنسية وحتى انتهائها، ومن ثم يتم ثني القضيب مرة أخرى إلى أسفل بعد انتهاء العلاقة الزوجية حتى لا يكون شكله ظاهرًا من الملابس الخارجية.

وهما مصنوعان من مواد لا تتفاعل مع أنسجة الجسم ولا تسبب أي التهابات، ولا ترفضها المناعة أو تعاملها كجسم غريب.

الدعامة الهيدروليكية ذات الثلاثة أجزاء

بخلاف الدعامة المرنة التي تعتمد على طريقة يدوية للحصول على الانتصاب.. فإن عملية تركيب الدعامة للعضو الذكري التي تعتمد على الدعامة الهيدروليكية فكرتها مغايرة تمامًا لفكرة الدعامة المرنة.

فتعتمد هذه الدعامات على ثلاثة أجزاء يتم زراعتها في أماكن مختلفة في الجسم، فتوضع أنبوبتين مثل البالون في النسيج الكهفي في القضيب، ومضخة في كيس الصفن، وخزّان به محلول ملحي يتدفق إلى الأنبوبتين عند الضغط على المضخة الموجودة في كيس الصفن.. ويزرع هذا الخزّان في منطقة العانة.

وآلية عمل هذه الدعامة تكون بالضغط المتكرر على المضخة الموجودة في كيس الصفن، والتي تقوم بدورها بنقل السائل من الخزان إلى الأنبوبتين ليحصل الانتصاب بذلك، ويتم التخلص من الانتصاب عن الضغط على زر معين موجود بجانب المضخة، مع الإمساك بالعضو الذكري وثنيه إلى أسفل لتفريغ الأنبوبتين، وبالتالي ينتهي الانتصاب بعد إتمام العلاقة الزوجية.

الدعامة الهيدروليكية ذات الجزئين

إن الدعامة ذات الجزئين هي أحد أشكال التطور التي لحقت بالدعامات الهيدروليكية، إذ تم الاستغناء عن الجزء الثالث من الدعامة السابقة، وهو الخزان، والاستعاضة عنه بجزء متصل بأسفل الأنبوبتين، وذلك لتجنب عدة مشكلات كانت تجعلنا نتجنب زرع الدعامة الهيدروليكية في جسم المريض، من هذه المشكلات:

  • الخضوع لجراحة سابقة في منطقة العانة.
  • الخضوع لعملية الفتق الإربي وتركيب شبكة معدنية.

فإن هذه الحالات كان من الصعب أن يوضع لها الخزّان الخاص بالدعامة الهيدروليكية في منطقة العانة أثناء عملية تركيب الدعامة للعضو الذكري، وبالتالي صارت الدعامة الهيدروليكية ذات الجزئين هي البديل الأفضل.. ولكن تعتبر تكلفة عملية دعامة الانتصاب ذات الثلاثة أجزاء أكبر من الدعامة ذات الجزئين، نظرًا لأنها تتضمن تقنيات متعددة.

كيف تُجرى عملية تركيب الدعامة للعضو الذكري؟

تُجرى عملية تركيب الدعامة للعضو الذكري وفقًا للخطوات التالية:

ما قبل عملية تركيب الدعامة للعضو الذكري

في هذه المرحلة يتم التأكد من أن المريض لا يعاني من أي مشكلة في القلب من شأنها أن تؤثر على نجاح عملية دعامة القضيب، بالإضافة إلى التأكد من انتظام مستوى السكر في الدم، فإن تركيب الدعامة لا يصلح للأشخاص الذين يعانون من عدم انتظام مستويات السكر في الدم.

ويجب أيضًا عرض المريض على طبيب التخدير للتأكد من عدم وجود أي مشكلة من شأنها أن تمنع المريض من الخضوع للتخدير العام.

التحضير لـ عملية تركيب الدعامة للعضو الذكري

في هذه المرحلة يتم اختيار المركز الذي تُجرى فيه العملية للمريض بعناية شديدة، وذلك وفقًا لاتباع هذا المركز لأفضل وسائل التعقيم والرعاية لما قبل وبعد إجراء العملية.

ويتم تعقيم المريض قبل العملية عن طريق الاستحمام، وطوال فترة إجراء العملية بالمواد المُعقّمة الخاصة حتى لا يتعرض للإصابة بالعدوى أثناء الإجراء.

طريقة إجراء عملية تركيب الدعامة للعضو الذكري

بعد تحديد نوع الدعامة المناسبة للمريض وقياساتها، يتم زراعة الجزء الرئيسي من الدعامة داخل العضو الذكري، إما في النسيج الكهفي، أو خارج النسيج الكهفي، وذلك حسب رأي الطبيب، ومن ثم زرع باقي أجزاء الدعامة -إن كانت من النوع الهيدروليكي- داخل كيس الصفن والعانة.