علاج الخصية المعلقة

علاج الخصية المعلقة

إن الخصية المعلّقة هي واحدة من المشكلات التي تصيب نسبة قليلة من الذكور عند الولادة، إذ تمثل هذه النسبة ما بين 2% إلى 5% من الذكور. وعلى الرغم من ذلك فإن هذه المشكلة قد تكون خطيرة في بعض الأحيان إذا لم تنزل الخصية إلى مكانها الطبيعي، أو أهمل الأهل في علاج الخصية المعلقة حين اكتشاف المشكلة لدى الطبيب.. إذ قد يصل الأمر إلى إصابة هذا الطفل بالعقم عندما يكبر، أو يصاب بسرطان الخصية!

وفي هذا المقال، يوضّح لنا الأستاذ الدكتور صلاح زيدان -استشاري جراحة المسالك البولية وأمراض الذكورة والعقم والضعف الجنسي- اسباب الخصية المعلقة، وطرق العلاج بدون جراحة أو عن طريق الجراحة والمنظار.

الخصية المعلقة

من المهم أولًا أن نوضّح مفهوم الخصية المعلقة قبل أن نتطرق للحديث عن الطرق المتاحة لـ علاج الخصية المعلقة، إذ تنتشر بعض المفاهيم الخاطئة لدى بعض الأهالي بشأن هذه المشكلة. فبعضهم يظن أن صغر حجم خصية أو أخرى يعني الإصابة بالخصية المعلقة، وبعضهم يظن أن اختفاء خصية المولود حين الولادة يدل على أنه مصابٌ بالخصية المعلقة ويشعرون حينها بالقلق الشديد.

ولنتبين حقيقة الأمر، علينا أن نعرف أن الخصية تتكون في بطن الطفل في الشهور الأخيرة قبل الولادة، ومن المفترض أن تنزل قبل الولادة مباشرة إلى كيس الصفن عبر ما يسمى بالقناة الإربية، وفي بعض الأحيان قد تلتصق الخصيتان أو واحدة منهما في البطن، أو في القناة الإربية أثناء عملية نزولها إلى كيس الصفن، وبالتالي قد يتأخر نزولها حتى بلوغ الطفل 4 أشهر.

وإذا غابت الخصية طوال هذه المدة لا يكون الطفل محتاجًا لـ علاج الخصية المعلقة، بل يخبرنا افضل دكتور لعلاج الخصية المعلقة بأنه في معظم الحالات تنزل الخصية إلى مكانها الطبيعي بعد مرور هذه الشهور الأربعة، دون الحاجة إلى أي تدخل جراحي أو دوائي.

ولكن ما هي اسباب الخصية المعلقة من الأساس؟ وهل العادات التي تمارسها الأم أثناء الحمل من الممكن أن تتسبب في ولادة طفلٍ مصابٍ بمشكلة الخصية المعلقة؟ دعنا نتعرف على ذلك من خلال الفقرة القادمة.

اسباب الخصية المعلقة

يبحث الكثير من الناس عن اسباب الخصية المعلقة لأن معرفة السبب تضعنا على أول طرق العلاج ..

وفي الوقاع، لم يتوصل الأطباء حتى الآن إلى أسباب الخصية المعلقة بصورة دقيقة، ولكن يرجّحون أن بعض العوامل قد تؤثر في إصابة المولود بهذه المشكلة، ومن ضمن هذه العوامل:

الولادة المبكّرة

تؤثر الولادة المبكّرة على طبيعة تكوين أعضاء وأنسجة الجنين، وبالتالي فمن المتوقّع أن يصاب الأطفال الذين يولدون في موعد مبكّر عن الموعد الطبيعي للولادة بالخصية المعلقة.

العادات التي تمارسها الأم أثناء فترة الحمل

يُعد التدخين وشرب الكحوليات من أهم العوامل التي تؤدي إلى إصابة الجنين بالتشوهات الخلقية، وتؤثر أيضًا على طبيعة تكوين أنسجة الجسم المختلفة، ويُعد الأطباء هذه العادات من أهم اسباب الخصية المعلقة.

العامل الوراثي

تزداد نسبة الإصابة بالخصية المعلقة لدى الأطفال الذين يوجد في تاريخهم العائلي أفرادٌ مصابون بمشكلة الخصية المعلقة، أو تشوهات الأعضاء التناسلية بصورة عامّة.

إصابة الجنين ببعض الأمراض المؤثرة على النمو

قد يصاب الطفل بعيب خلقي أثناء تكوينه، كوجود عيب في القناة الإربية أو جدار البطن، أو إصابته بمتلازمة داون، بما لا يسمح بنزول الخصية في مكانها الطبيعي بعد الولادة.

وبالإضافة إلى ذلك، قد يكون وزن الطفل المنخفض وتعرض الوالدين للعلاج الإشعاعي أو الكيماوي إلى الإصابة بالخصية المعلقة.

ما قبل علاج الخصية المعلقة

قبل أن نتطرق إلى طرق علاج الخصية المعلقة بدون جراحة أو بالجراحة علينا أن نعرف أولًا الوسيلة التي تساعدنا في تحديد أنسب طريقة لـ علاج الخصية المعلقة، ألا وهي التشخيص السليم من قبل افضل دكتور ذكوره في مصر.

وفيما يلي نتعرف على طرق التشخيص اللازمة قبل العلاج :

الفحص الإكلينيكي

إن أول طريقة لتشخيص مشكلة الخصية المعلقة هي الفحص الإكلينيكي (البدني) لخصية الطفل، ويتحسس الطبيب كيس الصفن ليتأكد من عدم وجود الخصية أو الخصيتين، فربما تكون موجودة ولكن حجمها صغيرٌ فقط.

فإذا لم تكن الخصية موجودة فإن الطبيب سيطلب من الأبوين إخضاع الطفل لفحص آخر في وقت لاحق، بعد مرور 4 أشهر تقريبًا، وذلك ليتأكد ما إذا كانت الخصية ستنزل إلى مكانها الطبيعي من تلقاء نفسها أم لا، وعلى هذا الأساس يحدد خطوات علاج الخصية المعلقة.

تشخيص الخصية المعلقة بالمنظار

قد يلجأ الطبيب إلى المنظار للدخول إلى منطقة البطن والمنطقة الإربية لتشخيص حالات الخصية المعلقة، وعادة ما يكون ذلك بعد بلوغ الطفل 4 أشهر.

ملحوظة: من الممكن أن يقوم الطبيب بـ علاج الخصية المعلقة بدون جراحة مفتوحة (أي بالمنظار) في نفس الوقت الذي يقوم فيه بعملية التشخيص.

وبشكل عام، لا يخضع الطفل لفحوصات أخرى، ولا إلى التصوير بالأشعة أو بالرنين المغناطيسي.

طرق علاج الخصية المعلقة

طرق العلاج ليست متعددة، فهي تعتمد على طريقتين شهيرتين، وأخرى لا ينصح بها الكثير من الأطباء.. وتفاصيل ذلك سنعرفه فيما يلي:

علاج الخصية المعلقة بدون جراحة مفتوحة (بالمنظار)

إن الطريقة الأهم من طرق علاج الخصية المعلقة هي عملية الخصية المعلقة بالمنظار، وهذه العملية تتم من خلال عمل شقوق صغيرة للغاية في منطقة البطن، ومن ثم يدخل الطبيب المنظار والأدوات الجراحية ليكتشف مكان الخصية، ومن ثم يعيدها إلى مكانها الطبيعي في الخصية، ويثبتّها بالغرز الجراحية.

وإذا لاحظ الطبيب وجود خلايا وأنسجة ميتة في الخصية يتم إزالتها أيضًا قبل تثبيت الخصية في مكانها الطبيعي.

علاج الخصية المعلقة بالجراحة المفتوحة

في بعض الأحيان قد يلجأ الأطباء إلى الجراحة المفتوحة ، ولكن هذه الطريقة غير شائعة، لما أن نسبة حدوث مضاعفات بعدها تُعد كبيرة مقارنة بالعملية التي تُجرى بالمنظار.

تنبيه!
يتم العلاج بعد بلوغ الطفل 6 أشهر على أقل تقدير، ومن الأفضل ألا يزيد عمره عن سنة أو 18 شهرًا حتى لا يتعرض لمضاعفات خطيرة فيما بعد، من شأنه أن تؤثر على حياته الجنسية بصورة خاصة، أو حياته بصورة عامّة.

هل يمكن علاج الخصية المعلقة بدون جراحة؟

يخشى الآباء من أن يخضع أطفالهم لإحدى العمليات الجراحية، ولذا دائمًا ما يبحثون عن أخف وأسهل طريقة في العلاج، والتي تتمثل في كونها “بدون جراحة”.

وقد ذكرنا لكم من قبل أن هناك طريقة غير شائعة تستخدم في علاج الخصية المعلقة بدون جراحة، وهذه الطريقة تعتمد على الأدوية الهرمونية التي من شأنها أن تساعد في نزول الخصية إلى مكانها الطبيعي، دون الحاجة إلى التدخل الجراحي.

ولكن الكثير من الأطباء لا ينصحون بتعريض الطفل للعلاج الهرموني في هذه الفترة من حياته، وخاصّة أن نسبة نجاح عملية الخصية المعلقة بالمنظار تصل إلى 100%، ولا تتأثر الخصوبة لدى الطفل بعد هذه العملية، بل يصبح مثله مثل الشخص الطبيعي الذي ولد بخصية نازلة.

وقد يلجأ الأطباء للعلاج الهرموني في حالة عدم تكوّن الخصية أصلًا، وذلك لضبط هرمونات الجسم وعملية النمو الطبيعي للطفل.

مضاعفات إهمال علاج الخصية المعلقة

إذا ما تم إهمال العلاج فإن حياة الطفل الجنسية ستتأثر فيما بعد، بل ومن المحتمل أن يصاب بأورام الخصية السرطانية أيضًا.

وفيما يلي بيان هذه المضاعفات بشيء من التفصيل:

انخفاض معدّل الخصوبة

إن الخصية هي المصنع الذي تُنتج فيه الحيوانات المنوية، وتحتاج الحيوانات المنوية إلى بيئة خاصّة ليتم إنتاجها بصورة سليمة، وهذه البيئة تكون في كيس الصفن، حيث درجة الحرارة المنخفضة عن حرارة الجسم. فإذا كانت الخصية في غير مكانها الطبيعي (أي كانت داخل الجسم) فإن إنتاج الحيوانات المنوية سيتأثر، وبالتالي فإن إهمال العلاج يؤدي إلى انخفاض معدّل الخصوبة مع مرور الوقت.

الإصابة بأورام الخصية السرطانية

يتعرض الأشخاص المصابون بخصية معلقة غير معالجة إلى الإصابة بسرطان الخصية نتيجة تحوّر الخلايا التي تنتج الحيوانات المنوية (غير الناضجة) داخل الخصية، ولا يُعد سبب ذلك معروفًا حتى الآن، ولكن هذا مما لا يجب التغافل عنه على الإطلاق.

التواء الحبل المنوي

قد يؤدي إهمال علاج الخصية المعلقة إلى التواء والتفاف الحبل المنوي حول الخصية، وهو ما يؤدي إلى قطع التروية الدموية عن الخصية مع مرور الوقت.

وفي النهاية، ينصح الدكتور صلاح زيدان بضرورة التشخيص المبكّر للطفل بعد الولادة مباشرة، لتلافي وجود أي مشكلات في أعضائه التناسلية من شأنها أن تؤثر على حياته الجنسية فيما بعد.