استئصال ورم المثانة بالمنظار

استئصال ورم المثانة بالمنظار

أورام المثانة هي واحدة من أشهر الأورام التي تصيب جسم الإنسان، وتصنف كأول أو ثاني نوع من الأورام الأكثر انتشارًا. وفي مصر، كان ورم المثانة هو الأشهر من بين جميع الأورام التي تصيب الجسم، وكان السبب وراء ذلك هو انتشار البلهارسيا وعدم علاجها.. ولكن الآن ورغم تقدم العلم في مواجهة البلهارسيا وزيادة التوعية بهذا الشأن، إلا أن هذا النوع من الأورام ما زال منتشرًا بسبب الملوثات الموجودة في الجو، أو التي يكتسبها الإنسان بنفسه بسبب التدخين مثلًا.
وبالرغم من أن هذا النوع من الأورام منتشرٌ بصورة كبيرة، إلا أن استئصال ورم المثانة بالمنظار بات من أشهر وأهم الطرق المستخدمة للتعامل مع هذا الورم والتخلص منه بصورة نهائية، وذلك في حالات معينة سنتحدث عنها في هذا المقال الذي يوضّح فيه لنا الدكتور صلاح زيدان -استشاري وأستاذ جراحة المسالك البولية وأمراض الذكورة والعقم والضعف الجنسي بكلية طب الأزهر- أهم التفاصيل الخاصة بأورام المثانة وطرق التخلص منها، و نسبة الشفاء من سرطان المثانة.

متى نلجأ لـ استئصال ورم المثانة بالمنظار؟

لا تُجرى عملية استئصال ورم المثانة بالمنظار لكافة الحالات، بل تُجرى في بعض الحالات التي سنذكرها فيما يلي، وعادة ما يكون ذلك بعد بداية ظهور اعراض سرطان المثانة الأولية، والتي تتمثل في:

  • الشعور بالألم أثناء عملية التبول.
  • ألم أسفل الظهر أو في جانب واحد من الظهر.
  • البول المدمم، وهذا العرض من أهم الأعراض التي تنبئ المريض بضرورة الكشف لدى الطبيب المتخصص.
  • فقدان الشهية.
  • الحاجة الملحّة لدخول الحمام.
  • فقدان الوزن لسبب غير معلوم.

هذا بشأن بعض الأعراض التي تظهر على المريض المصاب بأورام المثانة، وهي التي تنذرنا بضرورة الذهاب لطبيب المسالك البولية المتخصص لتلقي التشخيص السليم، ومن ثم اتخاذ قرار إجراء عملية استئصال ورم المثانة بالمنظار من عدمه.

ويتم اللجوء لـ استئصال ورم المثانة بالمنظار أو بالطرق الأخرى حسب درجة الورم الذي يعاني منه المريض، وتتمثل هذه الدرجات في:

الورم السطحي

وهي أورام المثانة الموجودة على سطح جدار المثانة، ولم تتوغل أو تصل إلى أنسجتها العضلية، ولم تنتشر إلى العقد اللمفاوية مثلًا.

وفي هذه الحالة يمكن استئصال الورم دون الحاجة إلى استئصال المثانة بالكامل أو جزء منها، وتكون نسبة الشفاء من سرطان المثانة في هذه الحالة كبيرة للغاية، فهي تعتبر من الحالات الأولية.

الورم المتوغل في عضلات المثانة

وهي الحالة التي يكون فيها الورم متوغلًا بين الأنسجة العضلية للمثانة، وعادة ما تحتاج مثل هذه الحالات إلى استئصال جزئي أو كلي للمثانة، حسب حجم الورم وتوغله في أنسجة المثانة.

وتعتبر نسبة الشفاء من سرطان المثانة بعد استئصال المثانة كليًا كبيرة للغاية، إلا أن نمط حياة المريض سيتغير كليًا بعد هذه العملية، وهذا ما سنفصله لك فيما بعد.

الورم المنتشر خارج المثانة

يعتبر الورم السرطاني المنتشر خارج أنسجة المثانة من أصعب الحالات وأكثرها تأخرًا، وعادة ما يحتاج إلى استئصال المثانة بالكامل، وبعض الأنسجة المتضررة المحيطة بها، ومن ثم الخضوع للعلاج الإشعاعي أو الكيماوي حسب الحالة، وحسب ما يراه الطبيب من خلال التشخيص الدقيق.

ويتم تشخيص كافة هذه الأنواع والدرجات من خلال عدة طرق سنتعرف عليها من خلال الفقرة القادمة.

إن أول خطوة قبل اتخاذ قرار إجراء عملية استئصال ورم المثانة بالمنظار هي سماع الطبيب لشكوى المريض، ومعرفة الأعراض التي يعاني منها -والتي سبق وأن وضحناها لكم في السطور الماضية-. ويلي هذه الخطوة تشخيص المريض عبر الطرق الآتية:

  • عمل تحليل البول، ويكشف لنا هذا التحليل عن وجود حصوات أو التهابات في الجهاز البولي بصفة عامة.
  • الأشعة بالموجات فوق الصوتية على البطن والحوض.
  • الأشعة المقطعية ليتبين الطبيب حجم الأورام ومقدار توغلها في أنسجة المثانة.
  • منظار المثانة التشخيصي، وهو منظار متوفر بعدة أنواع، منها ما يتم في العيادة دون الحاجة إلى تخدير، ويستخدم للوصل إلى المثانة من الداخل ورؤية تفاصيل الورم بدقة بالغة (هذا المنظار يمكن إجراؤه في العيادات الخارجية، ولكنه لا يتيح أخذ عينة من الورم).
  • تنظير المثانة الأكثر تقدمًا، هذا النوع هو المستخدم في عملية استئصال ورم المثانة بالمنظار، وهو منظار أكثر تطورًا، ويستخدم بعد تخدير المريض، ويساعدنا في عملية التشخيص وأخذ العينات قبل استئصال الورم (بخلاف المنظار التشخيصي الذي يستخدم في العيادات الخارجية).

وتعتبر تكلفة منظار المثانة التشخيصي أقل بنسبة كبيرة من تكلفة المنظار المتطور المستخدم في عمليات استئصال الأورام وأخذ العينات.

وبعد تشخيص المريض بصورة سليمة، يقوم افضل دكتور مسالك بولية في الجيزة باتخاذ قرار إجراء عملية استئصال ورم المثانة بالمنظار وفقًا لدرجة الورم وطبيعته داخل المثانة.

عملية استئصال ورم المثانة بالمنظار

يلجأ الطبيب لـ استئصال ورم المثانة بالمنظار إذا كانت الورم من الأورام السطحية غير المنتشرة في الجسم، وأيضًا يتم استخدام المنظار في حالة كان الورم متوغلًا في الأنسجة العضلية للمثانة، ولكن ليس لإزالة الورم فقط، بل لاستئصال جزء من المثانة أو المثانة بكاملها إن تطلبت الحالة ذلك.

عملية استئصال ورم المثانة بالمنظار (الأورام السطحية)

بعد أن يُدخل الطبيب المنظار إلى المثانة عن طريق الإحليل، فإنه يتوجه مباشرة إلى المنطقة المصابة بالأورام السطحية، ويبدأ في إزالتها عن طريق الكي الكهربائي، وأخذ عينة منها لتحليلها أيضًا.

وفي حالة توفّر تقنيات الليزر الحديثة لدى الطبيب ومعرفته المُسبقة بنوع الورم الذي يعاني منها المريض ودرجة توغله في أنسجة المثانة، فإنه يقوم باستخدام هذا الليزر لتفجير خلايا الورم لضمن أعلى ما يكون من نسبة الشفاء من سرطان المثانة.

عملية استئصال ورم المثانة بالمنظار (الأورام المتوغلة في الأنسجة العضلية)

تعتبر هذه الحالات من الحالات المتطورة من الإصابة بأورام المثانة، وتُجرى إما بمنظار المثانة التقليدي، أو عن طريق منظار البطن، وذلك لعمل استئصال جزئي للمثانة أو استئصالها بالكامل.

وفي حالة استئصال المثانة بالكامل فإن الطبيب يلجأ لإعادة بناء مثانة أخرى لتعويض المثانة الأصلية التي تم استئصالها، عن طريق الاستعانة بأجزاء من الأمعاء، وتشكيل كيس يشبه المثانة (وبالطبع لا تكون مثل المثانة الطبيعية التي خلقها الله في جسم الإنسان، ولكنها تقي المريض من مضاعفات خطيرة).

وقد يلجأ الطبيب لعمل قناة تصريف بولية خارجية من البطن في بعض الحالات.

ولذا، يشير الدكتور صلاح زيدان بأهمية الكشف المبكر فور ظهور أعراض أورام المثانة، حتى لا نلجأ إلى استئصال المثانة بالكامل، وتتعقد الأمور فيما بعد.

نسبة الشفاء من سرطان المثانة

بالرغم من أن سرطان المثانة من السرطانات الشائعة لدى الكثير من الناس، إلا إنه في حالة العلاج المبكّر تصل نسبة الشفاء من سرطان المثانة إلى ما يتجاوز الـ 90%، وذلك في حالة كان الورم سطحيًا.

أما في الحالات التي يكون فيها الورم متوغلًا والعلاج متأخرًا، فتتراوح نسبة الشفاء من سرطان المثانة ما بين الـ 40% و الـ 80%.

أما في الحالات المتأخرة للغاية والتي انتشر فيها السرطان في الجسم بصورة كبيرة فتصل نسبة الشفاء إلى 15% فقط.