عملية البروستاتا بالمنظار

عملية البروستاتا بالمنظار

البروستاتا هي واحدة من أهم الغدد في جسم الإنسان، وهي غدة ذكرية، أي أنها لا توجد عند الإناث. وتكمن أهمية هذه الغدة في أنها تُفرز السائل الذي يمثل نحو 30% من حجم السائل المنوي، فهي تساهم في الحفاظ على الحيوانات المنوية، كما أن لها وظيفة أخرى آلية، فهي تساعد في عملية قذف السائل المنوي، وتساهم في تدفق البول بصورة جيدة عبر المسالك البولية.
في بعض الأحيان، قد تتعرض هذه الغدة لعدة مشكلات، مثل تضخم البروستاتا أو التهابات البروستاتا، مما يستدعي إجراء عملية البروستاتا بالمنظار لاستئصال أجزاء منها بما يعالج الأعراض الظاهرة لدى المريض، وفي بعض الأحيان قد نحتاج أيضًا لـ عملية استئصال البروستاتا بالمنظار حال كون التضخم كبيرًا، أو مؤثرًا بصورة كبيرة على سائر أعضاء الجهاز البولي.

يحدثنا الدكتور صلاح زيدان –افضل دكتور مسالك بولية في مصر– عن أهم التفاصيل الخاصة بـ عملية البروستاتا بالمنظار، والحالات التي نلجأ فيها لهذه العملية، والمضاعفات المحتملة بعدها.

متى نلجأ لـ عملية البروستاتا بالمنظار؟

تصاب البروستاتا بعدة مشكلات قد تتسبب في ظهور أعراض مزعجة للمريض، ولكن ليست كل المشكلات تحتاج إلى عملية استئصال البروستاتا بالمنظار، بل في بعض الحالات قد يكون العلاج السلوكي أو الدوائي هو الحل الفعّال للمشكلة التي يعاني منها المريض.

فقد تكون المشكلة المشكلة هي وجود التهابات غير مزمنة في البروستاتا، بما يتسبب في ظهور أعراض مثل: حرقان البول، وتكرار الحاجة إلى دخول الحمام، وآلام في مناطق متعددة، مثل منطقة أسفل العانة أو آلام ممتدة للقضيب.. ففي هذه الحالة يكون العلاج دوائيًا، وذلك عن طريق تناول بعض الأدوية المضادة للالتهابات، والمضادات الحيوية، مع الأخذ في الاعتبار أن هذا النوع من العلاج ربما يستغرق عدة أشهر حتى تظهر فعاليته.

وأيضًا قد تكون البروستاتا مصابة بالتهاب مزمن، ويكون العلاج في هذه الحالة دوائيًا أيضًا، إلا إذا تسببت كثرة الالتهابات في تضخم البروستاتا

تضخم البروستاتا

إن معظم حالات تضخم البروستاتا هي التي تجعلنا نلجأ لـ عملية البروستاتا بالمنظار، ونعني بتضخم البروستاتا الحالة التي يكون فيها حجم البروستاتا زائدًا عن المعدلات الطبيعية، ومسببًا العديد من الأعراض التي تظهر على المريض، والتي تتمثل في:

  • تكرار الحاجة إلى الذهاب للتبول (إلحاح البول).
  • مواجهة صعوبة في بدء التبول.
  • عدم تفريغ المثانة بالكامل، مما يجعل الشخص يرغب في الذهاب للحمام حتى وإن لم يكن يشعر بامتلاء المثانة.
  • نزول قطرات بعد التبول، وهي من الأعراض المزعجة للكثير من المرضى.
  • نزول البول بصورة متفرقة.
  • الشعور بالألم أثناء التبول.

وقد يظهر على المريض أيضًا بعد الأعراض في الحالات المتقدمة، مثل:

  • نزول دم مع البول.
  • عدم القدرة على التبول.
  • ظهور الإصابة بالعدوى في تحليل البول.

إذًا، وبصورة عامة، نلجأ إلى المنظار في بعض الحالات المصابة بتضخم البروستاتا.

ما هي عملية البروستاتا بالمنظار؟

عملية استئصال البروستاتا بالمنظار -جزئيًا أو كليًا- هي عملية تهدف إلى إزالة الأنسجة الزائدة في البروستاتا، والمؤثرة على العديد من العمليات الحيوية في الجسم، سواء عملية التبوّل، أو عملية القذف، أو حين تسببها في آلام لا يتحملها المريض، أو تؤثر بصورة كبيرة على نمط حياته.

تُجرى عملية البروستاتا بالمنظار للوصول إلى الحجم المناسب للبروستاتا، بما لا يجعلها تفقد وظيفتها الرئيسية، وهي أحد الحلول التي تأتي بعد فشل العلاج الدوائي أو الهرموني.

التشخيص قبل عملية استئصال البروستاتا بالمنظار

إن أول خطوة من خطوات التشخيص قبل إجراء العملية هي الاستماع لشكوى المريض وتقييم الأعراض التي تظهر عليه، ومن ثم معرفة التاريخ المرضي والعائلي للمريض.

ويتم تقييم المرض وفقًا لمقياس IPS Score، وهو نظام تقييم تم وضعه للأشخاص الذين يعانون من تضخم البروستاتا وأعراض تهيج المثانة، ويبدأ هذا التقييم من 0 إلى 35، فوفقًا للأعراض الظاهرة على المريض يتم وضع التقييم النهائي للحالة، والذي على أساسه تتحدد طريقة العلاج المناسبة، سواء كانت عن طريق تغيير نمط الحياة فقط مع المتابعة الدورية للطبيب، أم عن طريق تناول الأدوية، أم اللجوء إلى إحدى عمليات البروستاتا.

ويكون التقييم على النحو التالي:

  • من 0 إلى 7، تعتبر هذه الفئة من الفئات التي لا تتطلب تدخلات جراحية أو دوائية، فقط يقوم الطبيب المتخصص بتنبيه المريض حول نمط الحياة الذي من شأنه أن يؤثر في زيادة الأعراض لدى المريض.
  • من 8 إلى 19، وهذه الفئة تحتاج إلى التدخل العلاجي عن طريق بعض الأدوية، مع الأخذ في الاعتبار أن هذه المرحلة قد تأخذ وقتًا طويلًا في العلاج.
  • من 20 إلى 35، تعتبر هذه الفئة هي الأشد من حيث ظهور الأعراض لدى المريض، وعادة تبدأ بالعلاجات الدوائية، ومن ثم يتبعها عملية البروستاتا بالمنظار، أو أحد التقنيات الأخرى.

كيف تُجرى عملية البروستاتا بالمنظار؟

عملية استئصال البروستاتا بالمنظار ليست عملية حديثة، بل هي بديل عن الجراحة التقليدية.. فقديمًا كانت الجراحة المفتوحة هي الخيار الجراحي المتاح لعلاج تضخم البروستاتا، وفيها كان يتم إزالة الأجزاء الزائدة من أنسجة البروستاتا، ولكن كان خطر التعرض للنزيف جرّاء هذه الجراحة كبيرًا، ولم تكن دقيقةً بالقدر الذي يضمن بقاء وظائف البروستاتا كما هي.

ولكن بفضل المنظار، باتت هذه العملية أكثر دقة، إذ يتم الدخول عبر فتحة الإحليل، وصولًا إلى مكان البروستاتا، ورؤية الأجزاء المتضخمة منها بوضوح، ومن ثم إزالتها، مع الحفاظ على وظيفة البروستاتا كما هي، ودون حدوث نزيف أو عدوى بعد الجراحة.

ولكن مما يعيب هذه العملية أنها تعتمد على استخدام الماء المعقم أثناء الإجراء، وهو ما يجعل هناك احتمالية لامتصاص هذا الماء عقب العملية.. ولكن ذلك يعتمد على خبرة ومهارة الطبيب في إجراء العملية، فالطبيب المتمكّن هو الذي يستطيع إجراء العملية بأسلوب يمنع حدوث هذه المشكلة الخطيرة بعد العملية.. وهذا ما يفسر ارتفاع تكلفة عملية استئصال البروستاتا بالمنظار لدى المراكز التي تعتمد على أطباء ذوي خبرة كبيرة في هذا المجال.

هل عملية البروستاتا بالمنظار فعّالة؟

يؤكد الدكتور صلاح زيدان أن عملية استئصال البروستاتا بالمنظار هي واحدة من الطرق الناجحة والمعتمدة في علاج تضخم البروستاتا والمشكلات المصاحبة له، ويشير أيضًا إلى أن هناك العديد من التقنيات الحديثة التي تعد خيارًا مثاليًا للتخلص من المشكلة، وذلك مثل عملية البروستاتا بالتبخير.