نظراً لأن سرطان البروستاتا هو ثاني أنواع السرطان الأكثر انتشاراً بين الرجال بعد سرطان الجلد؛ لذا يزيد التساؤل ” هل سرطان البروستاتا خطير؟ وما مدى خطورة هذا المرض، ومتى يصبح خطيراً، وفي هذه السطور سنجيب على هذه الأسئلة، بالإضافة إلى أهم المعلومات عن سرطان البروستاتا.
سرطان البروستاتا وأسبابه:
تُمثل البروستاتا جزءً هاماً في الجهاز التناسلي عند الذكور، ويرجع ذلك لإنتاجها للسائل المنوي، الذي يحافظ على الحيوانات المنوية، ويمدها بالعناصر اللازمة للحركة حتى تتم عملية التخصيب، وفي بعض الأحيان تتعرض خلايا البروستاتا لبعض الطفرات الجينية، والتي تتسبب في نمو الخلايا بصورة غير طبيعية مكونةً كتلة الورم.
أما عن أسباب سرطان البروستاتا فهي حتى الآن غير معروفة، فلم يتوصل العلماء إلى السبب الرئيسي لتكون الطفرات الجينية، فمثلها مثل أنواع السرطان الأخرى تحدث لأسباب غير معروفة.
ما هي عوامل الخطورة للإصابة بسرطان البروستاتا؟
هناك عدة عوامل خطورة تزيد من خطر الإصابة بسرطان البروستاتا من أهمها:
- التقدم في العمر.
- وجود تاريخ عائلي للإصابة.
- السمنة وزيادة الوزن.
- التدخين.
- بعض العوامل العرقية.
- ارتفاع مستوى هرمونات الذكورة في الجسم.
- نمط الحياة غير الصحي الذي يميل إلى الكسل وعدم الحركة.
مراحل سرطان البروستاتا:
يمر سرطان البروستاتا بأربعة مراحل أساسية، تختلف خطورة كل مرحلة ومدى انتشارها في الجسم، بالإضافة إلى كيفية علاجها، لكن وبأي حال؛ فإن المراحل المُبكرة هي الأسهل في العلاج، وفيما يلي مراحل سرطان البروستاتا:
- المرحلة الأولى: وتتمركز فيها الخلايا السرطانية في البروستاتا.
- المرحلة الثانية: تنتشر الخلايا السرطانية في جزء كبير من البروستاتا، لكنها لم تنتقل خارجها.
- المرحلة الثالثة: وفي هذه المرحلة تنتشر الخلايا السرطانية إلى الأجزاء القريبة من البروستاتا مثل العقد الليمفاوية، والحويصلات المنوية.
- المرحلة الرابعة: وهي المرحلة الأكثر تقدماً من سرطان البروستاتا، وفيها تصل الخلايا السرطانية إلى الأجزاء البعيدة في الجسم مثل الرئة والكبد، وفي هذه المرحلة يصعب السيطرة على سرطان البروستات وتقل نسب التعافي.
ما هي أعراضه؟
في المراحل الأولى من سرطان البروستاتا؛ لا تظهر على نسبة كبيرة من المرضى أي أعراض تُبين الإصابة، وقد يرجع ذلك لبطء نمو خلايا سرطان البروستاتا، لكن قد تظهر بعض الأعراض التي تتشابه إلى حدٍ كبير مع أعراض الكثير من الحالات المرضية التي تُصيب الجهاز البولي مثل تضخم البروستاتا الحميد، أو التهاب المسالك البولية.
ومن أهم الأعراض التي قد تصاحب سرطان البروستاتا في المراحل المُبكرة ما يلي:
- صعوبة البدء في التبول والتنقيط في نهاية عملية التبول.
- الحاجة المتكررة للتبول وتزيد أثناء الليل.
- الشعور بعدم القدرة على إفراغ المثانة بالكامل.
- ألم أسفل الظهر يمتد إلى منطقة الحوض.
- وجود دم في البول أو السائل المنوي.
وفي المراحل المُتقدمة من سرطان البروستاتا، عندما تنتقل الخلايا السرطانية إلى أجزاء الجسم الأخرى؛ فإن الأعراض قد تختلف وفقاً لمكان الإصابة، ومن أهم الأعراض التي قد تظهر على المريض في هذه الحالة:
- فقدان الوزن غير المبرر.
- الشعور الدائم بالإرهاق والتعب.
- ألم في العظام، وسهولة تعرضها للكسر.
علاج سرطان البروستاتا:
قبل الإجابة على سؤال ” هل سرطان البروستاتا خطير؟ ” يجب أولاً التعرف على كيفية علاج سرطان البروستاتا، فهناك العديد من الطرق المُستخدمة في علاج سرطان البروستاتا، ويُحدد الطبيب طريقة العلاج المناسبة لكل حالة وفقاً لعدد من العوامل من أهمها:
- حالة المريض الصحية.
- مرحلة سرطان البروستاتا.
- مدى انتشار الخلايا السرطانية في الجسم.
وقد يتم علاج سرطان البروستاتا جراحياً، أو بالعلاج الكيماوي، أو العلاج الإشعاعي، وقد يتم استخدام أكثر من طريقة معاً، وذلك لضمان التخلص من النسبة الأكبر من الورم.
عملية الاستئصال :
عملية استئصال البروستاتا هي أحد طرق علاج سرطان البروستاتا، وتساعد العملية في التخلص من الخلايا السرطانية والحد من انتشارها في الجسم، وذلك في حال اكتشاف الإصابة في المراحل المُبكرة من المرض، كما يساعد استئصال البروستاتا في تخفيف الأعراض التي تحدث نتيجة لتضخم البروستاتا.
وتتم عملية استئصال البروستاتا بالجراحة التقليدية أو بالمنظار أو الروبوت، وقد ساعدت التقنيات الحديثة في زيادة نسبة نجاح العملية، وتقليل الآثار الجانبية التي تُصاحب الجراحات التقليدية.
عملية استئصال البروستاتا بالمنظار:
المنظار من التقنيات الحديثة المُستخدمة في الكثير من العمليات، ولا سيما عمليات استئصال البروستاتا، ويساعد استخدام المنظار في إعطاء صورة واضحة داخل الجسم، مما يساعد في إعطاء نتائج أكثر دقة، كما يساعد في التغلب على الكثير من الآثار الجانبية للعمليات الجراحية.
وتتم عملية استئصال البروستاتا بالمنظار من خلال عمل عدة شقوق صغيرة لا يتجاوز طول كلٍ منها 1 سم، يتم من خلالها إدخال المنظار والأدوات اللازمة للعملية، وهو من التقنيات طفيفة التوغل، وقد يتم استئصال البروستاتا بالمنظار عبر الإحليل أيضاً.
هل سرطان البروستاتا خطير؟
الآن بعد التعرف على مراحل سرطان البروستاتا، والأعراض التي قد تصاحبه، وطرق العلاج؛ يمكننا الإجابة على سؤال ” هل سرطان البروستاتا خطير؟”
والحقيقة أن ذلك يعتمد على المرحلة التي يمر بها المريض، وما إذا تم اكتشاف المرض قبل انتشاره إلى أجزاء الجسم الأخرى أم لا، فقد وُجد أن ما يقرب من 100% من الحالات التي تم اكتشاف سرطان البروستاتا بها في المراحل المبكرة؛ يمكنها العيش لمدة 5 سنوات، وتقل هذه النسبة إلى 32% في الحالات التي تم فيها اكتشافها في المراحل المتقدمة.
ما هي نسبة نجاح العملية ؟
مع وجود العديد من التقنيات المُتقدمة التي تُستخدم في عمليات استئصال البروستاتا؛ ساعد ذلك في رفع نسبة نجاح عملية استئصال البروستاتا، ففي بعض الأحيان تتجاوز نسبة نجاح العملية 95%، وهناك العديد من العوامل التي تساعد في رفع نسب نجاح العملية أيضاً من بينها الجراح الذي سيُجري العملية.
ويُعد الدكتور صلاح زيدان – استشاري جراحة الكلى والمسالك البولية والتناسلية ومسالك الأطفال، ورئيس قسم المسالك البولية وأمراض الذكورة والعقم والضعف الجنسي بكلية الطب جامعة الأزهر – أفضل دكتور جراحة مسالك بولية في مصر لإجراء عملية استئصال البروستاتا.