هل تعلم أن البول المدمم وكثرة الحاجة إلى التبول قد تكون من اعراض سرطان المثانة! سرطان المثانة هو أحد أكثر أنواع سرطانات الجسم شيوعًا، ويصنف كأول أو ثاني أنواع السرطانات في مصر. ويعتبر الرجال هم الأكثر عرضة للإصابة بهذا السرطان. وتعتبر مصر هي الدولة الأولى من حيث معدل الإصابة بسرطان المثانة، ويرجع ذلك إلى أن البلهارسيا هي من أكثر أشهر أسباب الإصابة بهذا النوع من الأورام، وهي منتشرة بصورة كبيرة في مصر.
فيما يلي نتعرف على اعراض سرطان المثانة عند الرجال، والفرق بينها وبين اعراض سرطان المثانة عند النساء، والطريقة التي يتبعها الدكتور صلاح زيدان –اكبر دكتور مسالك بولية فى مصر– لتشخيص هذا الورم وعلاجه بالطرق المناسبة لكل حالة.
ما هو سرطان المثانة؟
حتى نتعرف على اعراض سرطان المثانة.. علينا أن نعرف أولًا دور هذا العضو ومكانه في جسم الإنسان..
يتم تنقية الدورة الدموية بالكامل كل 4 دقائق في جسم الإنسان عن طريق مرورها بالكليتين، حيث تُزال المواد الضارة من الدم، ويتم تخزينها في المثانة حتى يطردها الجسم مع عملية التبول.
وكما هو واضح، فإن المثانة تُخزن البول المليء بالمواد الضارة التي تم تنقيتها من الدم، ولذلك فهي معرضة طوال الوقت لهذه المواد الكيميائية الضارة، وهذا ما يفسّر كون المدخنين والمصابين بالبلهارسيا هم الأكثر عرضة للإصابة بسرطان المثانة.
إذ تنتقل المواد الكيميائية الضارة الموجودة في السجائر إلى الدم، ومن ثم يتم تنقيتها من الدم بواسطة الكليتين، وتركها في المثانة، مما يعرض جدار المثانة للمواد المسرطنة التي صُنعت منها السجائر لفترة طويلة، وبالتالي يُصاب المرء بسرطان المثانة.
وتختلف الاعراض التي تظهر على المريض وفقًا لدرجة ونوع السرطان المصاب به، وهذا ما سنتعرف عليه فيما يلي.
درجات سرطان المثانة
إن اعراض سرطان المثانة وطرق علاجه تختلف وفقًا لعامل مهم للغاية، ألا وهو درجة السرطان أو مرحلته، وهو أيضًا ما يتوقف عليه ارتفاع وانخفاض نسبة الشفاء من الورم السرطاني في المثانة.
سرطان المثانة السطحي
في الحالات الأولية، يكون سرطان المثانة سطيحًا، أي على سطح جدار المثانة، وهو من أخف أنواع أورام المثانة، وعلاجه في هذا الوضع عن طريق استئصال ورم المثانة بالمنظار قد يضمن نسبة شفاء تصل إلى 100%.. إلا أن صعوبة العلاج في هذه المرحلة تكمن في عدم احتمالية ظهور اعراض سرطان المثانة، وبالتالي لا يذهب المريض لتلقي العلاج، ويبدأ السرطان في التطور للمرحلة الثانية.
سرطان المثانة المتوغل في أنسجة المثانة العضلية
ينتج هذا النوع عن إهمال العلاج في المراحل الأولية من الإصابة بالسرطان، فحينها لا يكون الورم سطحيًا، بل يتوغل إلى الأنسجة العضلية الموجودة في المثانة، وغالبًا ما يظهر على المريض في هذه الحالة العديد من اعراض سرطان المثانة.. ولكن على الرغم من ذلك، تظل نسبة التعافي من الورم في هذه المرحلة كبيرة.
سرطان المثانة المنتشر خارج أنسجتها
تعتبر هذه المرحلة هي الأخطر من بين المراحل السابقة، وفيها ينتشر الورم السرطاني إلى الأنسجة المجاورة للمثانة، فيصيب الأعضاء الأخرى للجسم، وتكون حياة المريض في هذا الوضع مهددة، وتكون نسبة الشفاء من السرطان ضئيلة، وتشتد اعراض سرطان المثانة عند الرجال والنساء في هذه المرحلة، حتى يتأثر نمط حياتهم بالكامل.
اعراض سرطان المثانة
في الحالات الأولية من الإصابة، قد لا يظهر على المريض اعراض، ولكن في معظم الأحوال، قد يظهر على المريض الأعراض الآتية:
- الرغبة المتكررة في التبول، وقد يكون ذلك شعورًا كاذبًا في بعض الأحيان.
- الألم أثناء التبول.
- نزول دم مع البول، أو تحول لون البول إلى اللون الداكن، ويعتبر هذا العرض من أهم اعراض سرطان المثانة عند النساء والرجال على حد سواء، وقد يكون هذا العرض مصحوبًا بألم، وقد لا يكون كذلك.
- آلام الظهر.
- نزول تكتلات دموية مع البول، أو تكتلات لحمية.
ما هي اعراض سرطان المثانة المتقدمة؟
إن الأعراض التي ذكرناها سابقًا هي الأعراض الشائعة لدى الكثير من الناس، ولكن في بعض الأحيان قد تظهر أعراض أخرى أكثر تقدمًا، وأكثر إزعاجًا للمريض، وتتمثل هذه الأعراض في:
- فقدان الوزن بصورة غير مبررة.
- فقدان الشهية.
- الشعور بالتعب والإعياء والضعف العام.
- الشعور بآلام متفرقة في الجسم، وخاصة أسفل الظهر.
ولكن هذه الأعراض لا تظهر على نسبة كبيرة من الناس، ولكن حال ظهورًا فإن ذلك يشير إلى تطور الورم، ويعني ضرورة استشارة الطبيب في أسرع وقت ممكن، لتلقي التشخيص السليم ومن ثم العلاج المناسب.
ما الفرق بين اعراض سرطان المثانة عند الرجال والنساء؟
في الحقيقة، لا يوجد فارق بين اعراض سرطان المثانة عند النساء والرجال، إلا أن نسبة الإصابة وظهور الأعراض لدى الرجال هي الأكبر، وذلك نظرًا لنمط حياتهم المختلف، وطبيعة الأشغال التي يعملون بها.
إذ إن نسبة المدخنين هي الأكثر في الرجال، كما أن الرجال هم الأكثر تعرضًا للكيماويات والمواد الضارة نتيجة الأشغال التي يعملون بها، مثل العمل في مصانع مواد البناء وما إلى ذلك.
تشخيص اعراض سرطان المثانة
تتعدد الطرق التي يتبعها الدكتور صلاح زيدان -استشاري المسالك البولية وأمراض العقم والذكورة- لتشخيص سرطان المثانة وأعراضه، وتبدأ أولًا بمناقشة المريض حول الأعراض التي يشكو منها، والتاريخ المرضي والعائلي له، وما إذا كان هناك أحد من أفراد أسرته لديه تاريخ بالإصابة بسرطان المثانة أو أحد أنواع السرطانات الأخرى.
ومن ثم يلجأ الطبيب لطرق التشخيص الآتية للتأكد من نوع الورم الذي يعاني منه المريض، ودرجته:
منظار المثانة التشخيصي
يعتبر هذا النوع من المناظير هو الأسهل من حيث الإجراء، ويمكن إجراؤه في العيادات الخارجية، ويساعد في اكتشاف نوع الورم وحجمه، ولكن لا يمكن من خلاله أخذ عينة من الورم.. وتعتبر تكلفة منظار المثانة التشخيصي هي الأقل من بين كافة أنواع طرق التشخيص الأخرى.
منظار المثانة التشخيصي العلاجي
يعتبر هذا النوع هو أحد أنواع المناظير المتطورة، إذ لا يقتصر دوره على رؤية الورم فقط، بل من خلاله يمكن أخذ عينة من الورم، ويمكن أيضًا إزالة الورم إذا كان سطحيًا.
التصوير بالأشعة المقطعية
تساهم الأشعة المقطعية في تحديد حجم الورم ومدى انتشاره في أنسجة الجسم، وما إذا كان سطحيًا أو متوغلًا، وهو الفحص الأهم في معرفة الطريقة المناسبة للعلاج.
تحليل البول
يساهم تحليل البول في اكتشاف وجود خلايا سرطانية في مجرى البول، وهو من أولى التحاليل التي تُجرى فور شكوى المريض من اعراض سرطان المثانة.
طرق الوقاية من سرطان المثانة
بعد أن تعرفنا على اعراض سرطان المثانة ودرجاته، وأهم العوامل التي تتسبب في الإصابة به، والتي من ضمنها كثرة التعرض للكيماويات والتدخين والبلهارسيا، فإننا بصدد طرح بعض النصائح التي تساهم في الوقاية من سرطان المثانة خاصة، وسرطانات الجسم بصورة عامة.
- الامتناع تمامًا عن التدخين.
- تجنب التعرض للصبغات والمواد الكيميائية أو استنشاقها بكثرة.
- الحرص على شرب كميات كبيرة من المياه يوميًا.
- تناول الأطعمة الغنية بمضادات الأكسدة.
وأخيرًا، استشارة الطبيب فور ظهور اعراض سرطان المثانة، فالعلاج المبكر يضمن أعلى نسبة شفاء.