دوالي الخصية بالميكروسكوب الجراحي

إذا أردت أن تتحدث عن مشكلة تعد الأشهر من بين العديد من المشكلات التي تصيب الرجال فإن عنوان “دوالي الخصية” ربما يكون هو الأبرز! إذ إن الدوالي تصيب نحو 15% من الرجال.. وهي نسبة كبيرة. ولكن هل هناك خطورة لهذه الدوالي حتى نبحث عن الطرق المختلفة لـ علاج دوالي الخصيتين؟ أم أنها مشكلة ظاهرية غير مصحوبة بأي مضاعفات خطيرة؟

من بين الـ 15% الذين يصابون بدوالي الخصية، يتأثر نحو 30% – 40% منهم بالدوالي ويتعرضون لمشكلات في الخصوبة (في صورة تأخر الإنجاب)، وربما يتعرض البعض منهم للشعور بالألم بين حين وآخر.

وتكمن أهمية هذه المشكلة في أنها لا يوجد لها أي علاج دوائي حتى الآن، بل علاجها يكون عن طريق الجراحة فقط. وقد تطورت الطرق العلاجية في الآونة الأخيرة حتى تم التوصل إلى الطريقة التي لها أعلى نسبة نجاح.. وهي عملية دوالي الخصية بالميكروسكوب الجراحي.

كيف يتم علاج الدوالي عبر الجراحة؟

وضّحنا فيما سبق أنه لا توجد إلا الجراحة كوسيلة لعلاج دوالي الخصيتين، وذلك لأن السبب في مشكلة الدوالي هو وجود خلل في آلية عمل الصمامات الموجودة في الأوردة المسؤولة عن نقل الدم من الخصية إلى القلب، ومن المفترض أن تمنع هذه الصمامات عودة الدم إلى الخصية مرة أخرى.. ولكن في حالة إصابتها بأي خلل يؤدي ذلك إلى تراكم الدم في هذه الأوردة، مما يجعلها تتمدد.

وإذا قلنا إن الخلل موجود في الصمامات.. فإن ذلك يشير إلى عدم إمكانية علاج المشكلة بالدواء، فقد باتت المشكلة مشكلةً تشريحية، تتطلب التدخل الجراحي على يد افضل دكتور مسالك بولية في مصر.

وتقوم الجراحة على ربط أو إتلاف الأوردة المصابة بالتمدد حتى يتدفق الدم في الأوردة السليمة، وتنتهي مشكلة الدوالي.. ولكن الخوف هنا يكون من مضاعفات عمليه دوالي الخصيه، إذ إن أغلب الطرق الجراحية القديمة كانت تعتمد على مهارة يد الجراح فقط في فصل الشرايين والأوعية اللمفاوية عن الأوردة المصابة، وهذا بالطبع لم يكن دقيقًا بصورة كافية، وكان بعض المرضى يتعرضون لمضاعفات خطيرة، مثل ربط الشريان المغذي للخصية، أو قطع الحبل المنوي أو إصابة الأوعية اللمفاوية، مما يؤدي إلى الإصابة بالقيلة المائية التي تحتاج تدخلًا جراحيًا آخر لإزالتها.

وهنا يأتي دور عملية دوالي الخصية بالميكروسكوب الجراحي.. هيا بنا نتعرف على أهمية هذا التطور الكبير في عمليات دوالي الخصية.

عملية دوالي الخصية بالميكروسكوب الجراحي

إن الميكروسكوب الجراحي هو أحدث التقنيات التي اكتشفها الأطباء لعلاج دوالي الخصية وتقيل احتمالية إصابة المريض بأي مضاعفات بعدها. وتعتمد تقنية دوالي الخصية بالميكروسكوب على عمل شق جراحي صغير في المنطقة الإربية، وتوضيح الصورة جيدًا أضعاف المرات عن طريق الميكروسكوب الجراحي، وذلك لرؤية الأوردة والشرايين والأوعية اللمفاوية بالتفصيل، ومن ثم إمكانية ربط الأوردة المصابة فقط دون المساس بالشرايين المغذية للخصية، ولا الأوعية اللمفاوية.

وقد رفع ذلك من نسبة نجاح عملية دوالي الخصية بصورة كبيرة، حتى باتت هي التقنية رقم 1 بين تقنيات علاج الدوالي المختلفة. ولكن ذلك جاء على حساب زيادة سعر عملية دوالي الخصية الإجمالي، فهل يعتبر ذلك مفيدًا للمريض؟ نتعرف على إجابة ذلك من خلال الفقرة التالية.

أهم فوائد عملية دوالي الخصية بالجراحة الميكروسكوبية

إن لعملية الدوالي فوائد متعددة تجعل تكلفة الإجراء هيّنة أمام هذه الفوائد، فمن أهمها:

  • سرعة إجراء العملية، فعملية الدوالي بالميكروسكوب أسرع بنسبة كبيرة من الجراحة التقليدية، وذلك لأن الميكروسكوب يسهل على الطبيب رؤية الأوردة المراد ربطها، فهو يكبّر الصورة أضعافًا.
  • تقليل المضاعفات المحتملة للعملية، فقد كانت أغلب المضاعفات متعلقة بقطع الحبل المنوي، أو ربط الشرايين المغذية للخصية مع الأوردة المصابة، ولكن التقنية الميكروسكوب قضت على هذه المشكلة بنسبة تقرب من الـ 100% (مع بقاء احتمالية بسيطة للإصابة بمضاعفات أخرى أيضًا بعد العملية مثل القيلة المائية).
  • تقليل فترة النقاهة اللازمة بعد العملية، إذ لا تتطلب العملية عمل شق جراحي كبير في المنطقة الإربية كما هو الحال في الجراحة التقليدية لدوالي الخصية.
  • انخفاض احتمالية الإصابة بالعدوى نتيجة تقليل الإجراءات الجراحية في العملية، بما تتضمنه من شقوق جراحية.
  • انخفاض معدّل الخطأ البشري.
  • إمكانية العودة إلى المنزل في نفس اليوم الذي يخضع فيه المريض للجراحة، ولذلك تسمى هذه العملية “عملية اليوم الواحد”، ويتمكّن المريض من العودة لممارسة أنشطة حياته اليومية في غضون أسبوع واحد من العملية.

وأخيرًا.. لا يعني تصنيف الجراحة الميكروسكوبية بأنها الأفضل في الوقت الحالي أنها لا تتضمن أي مضاعفات، بل هي كأي جراحة أخرى من الممكن أن تتضمن إصابة المريض بمضاعفات، ولكن ما نتحدّث عنه هو أن هذه المضاعفات أقل بكثير من التي من المتوقّع أن تحدث في الجراحات التقليدية، ولكن أيضًا مع مراعاة أن يكون الطبيب ماهرًا ومتمكّنًا في إجراء مثل هذه العمليات والتعامل مع مضاعفاتها المحتملة.